مبادره السعوديه الخضراء | ملتقى الاستثمار بالقصيم

 مبادرة السعودية الخضراء هي إيذان فعلي بعصر جديد، تتبدل فيها تلك الصحاري القاحلة الممتدة في جميع الجهات؛ إلى جنان خضراء وارفة مثمرة؛ تتحسن فيها جودة الهواء، وتقل حدة العواصف، وتنخفض درجات الحرارة، وتنمو الحياة.

كل هذا عبر أكثر من 10 مليارات شجرة مزمع زراعتها على مساحات تصل إلى 40 مليون هكتار؛ على مدى العقود القليلة القادمة.

في القلب من تلك المبادرة الطموحة ذات الأهداف شديدة الامتياز والثراء تبرز منطقة القصيم؛ كأحد أهم المناطق السعودية صلاحية لإقامة جزء كبير من مثل هذه المخططات والاستثمارات الزراعية المميزة، وذلك لما تتوفر عليه هذه المنطقة من مقومات ومزايا متعددة تجعل من الاستثمار فيها قرارًا صائبًا لكل من يقدم عليه.

تحتل القصيم موقعًا جغرافيًا وسيطًا ومميزًا من وطننا الغالي، الأمر الذي يعطيها ميزة استثمارية مهمة من حيث النقل والخدمات اللوجستية وسهولة الوصول إلى جميع أرجاء المملكة بأقل التكاليف وأيسر السبل، بجانب ذلك تضم القصيم البالغ مساحتها نحو 73 ألف كيلومترا مربعًا كثيراً من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، فضلًا عن احتياطات كبيرة من المياه الجوفية التي استثمرت الحكومة في تعظيم مصادرها ورفع معدلات تدفقها، عبر مشاريع عملاقة أدت إلى رفع معدلات تغطية شبكة المياه بها بنحو 91% بمعدل 22.3 ساعة ضخ يوميًا تقريباً.

في الإطار ذاته تمتلك القصيم أرقامًا زراعية وإنتاجية تستحق التأمل، فمثلًا تبلغ نسبة المساحة المزروعة بها إلى نسبة المساحة الكلية المزروعة في المملكة ما نسبته 18%، أما النخيل فهي تحتضن نحو 27 % من كل نخيل المملكة.

لذلك لا غرابة حينما نقول أن متوسط إنتاجية التمور السنوية بها تبلغ نحو 300 ألف طن، بعوائد ومبيعات تصل إلى حوالي 2 مليار ريال، كل هذا في قطاع واحد فقط، حيث تنضم إلى النخيل منتجات وصناعات زراعية كثيرة أخرى مثل الفواكه التي تمثل نحو 14.7 من إنتاج المملكة، والدواجن التي تكفي 40 % من احتياجات المملكة، فضلًا عن الخضروات والأعلاف والقمح.

لا تتوقف أهداف التنمية الزراعية في القصيم عند حدود الاستثمار وتحقيق العوائد، بل تنطوي أهدافها كذلك على خطوات جادة تتعلق بـ الحفاظ على البيئة وتوجيه كل هذه المشروعات والفرص القادمة للعب دور هام في مكافحة التغير المناخي والمساهمة في الحفاظ على البيئة العالمية، وهي أهداف كبرى كرستها وشددت عليها رؤية المملكة الطموحة 2030.

يترجم القطاع الحكومي هذه الأهداف البيئية بالغة القيمة والأثر، عبر واحة بريدة الخضراء، وهي أحد أضخم مشاريع الإصحاح البيئي في المملكة، بتكلفة تتجاوز الـ 77 مليون ريال، وبمساحة كلية تصل إلى 28 مليون كم مربع، وبشبكة مياه ري هي الأطول، تمتد لأكثر من 40 كم.

الأجمل في واحة بريدة أنها على الرغم من أهدافها البيئية المعلنة إلا أنها تنطوي كذلك على مكونات استثمارية سواء سياحية أو زراعية إنتاجية، وهو ما يؤصل الاستدامة ويزيد من ثقل عوامل الجذب الذي تتمتع بها القصيم.

من أجل كل ذلك، فإنه من المؤمل دعم الجهود التي ترمي إلى التعريف الاستثماري بمنطقة القصيم، وإبراز ما تمتلكه من مقومات زراعية وصناعية وسياحية كبيرة، وذلك من أجل مزيد من التقدم والازدهار لهذه المنطقة الغالية من مملكتنا الحبيبة



تعليقات